Monday, November 12, 2007

غريبا

وبدا رفاعه بقامتهِ الطويله وعوده النخيل ووجهه الوضّاء فتيً جذاب المنظر ينضح بالوداعة والرقة، غريباً في الأرض التي يسير فوقها
_____________
أما ادهم فقد جرَه ادريس الي مصيرِه. الي الخلاء تتبعه اميمه الباكيه، كما خرجت امي وانا في بطنها اضطراب، اللعنه علي الفتوات. وعلي القطط حين تلفظ الفئران انفاسها بين اسنانها، وعلي كل نظرة ساخره أو ضحكة بارده، وعلي من يستقبل اخاه العائد بقوله لا مهرب مني عند الغضب وعلي صانعي الرعب وخالقي النفاق
_____________
وتلاطمت الأصوات حتي تجاوبت جدران الربع بالشتائم المقزعه والقذف العاهر، وسرعان ما جفل مما يري ويسمع فتحول عن موقفه الي باب الشاعر متقززا، حتي النساء، حتي القطط ودعك من الفتوات في كل يدٍ مخلب وفي كل لسانٍ سمٌ وفي القلوبِ الخوفُ والضغائن، أما الهواء النقي ففي خلاء المقطم او في البيتِ الكبير حيث ينعم الواقفُ بالنعيمِ وحدُه.
_____________
وتنهد رفاعه.. الصدرُ منقبضٌ لحد البكاء، وشائج الأبوه يمزقُها الغضب، والبيت ُ يقسو احياناً فيرتد سجناً كئيباً ومرادُك ليس في هذا المكان ولا بين هؤلاء الناس.
_____________
وهاهم يدبون في الظلامٍ كالحشراتِ تفوحُ من انفاسِهم رائحةُ الدم، فهل يلقي مصيرَ جبل ام مصير رفاعه، فهكذا وجد رافعه نفسَه في ليلةٍ من الليالي المظلمه، وتواري في دارِه بقلب مفعمٍ بالنوايا الطيبه واسفل الدار تدبُ اقدامٌ غليظةٌ تنضح جلودُ اصحابِها برائحةِ الدم.
----------------------------
نجيب محفوظ "اولاد حارتنا"
غريب الدار غناء عبده السروجي وتلحين محمود قاسم (معلومة غير مؤكده)
########################################

No comments: