Wednesday, September 5, 2007

هلوسات الصباح

صباح الخير
إذا كان عملك مثل عملي، فأنت بالتاكيد تعرف أن المنبه في صباح يوم العمل يرن دائما قبل موعده بدقيقه، دائما في الوقت غير المناسب
وكذلك أنت بالتأكيد تعرف معنى الحرب التي تخوضها لكي تعود للنوم، وتخرج منها عادة مهزوما أمام لا أحد
ربما أنت كذلك تعرف الكآبه التي تصاحب تلك الهزيمه المنكره، والخطوات المتثاقله بين الحمام والمطبخ إذا كنت ممن يتناولون إفطارا أو يشربون الشاي في الصباح
وربما أنت من الناس الذين أنا منهم، الذين تصاحب صباحياتهم المشوشه دائما هلوسات عميقه مزلزله أسميها الهلوسات الصباحيه
تبدأ الهلوسات الصباحيه دائما بسؤال.. أنا صاحي ليه ؟
ورغم أن الجزء الواعي من عقلك يحاول تفنيد السؤال والحاقه باجابه، فإن قوى الظلام الذي مازال يلف المخ يتجاهل كل المنطق ويتبع السؤال بسؤال آخر
بالذمه دي عيشه ؟
وهو سؤال مزلزل، لأنه يحاول زعزعة الثقة والثبات الذان تكمل بهما يومك
ولا تتوقف الهلوسات هنا، وقد وجدتك قد خانتك قدماك (لأنك لسه نعسان) وجلست أو اتكأت في منتصف مشوارك اليومي بين السرير واي مكان
وتهاجمك الأسئله هجمة أشد ضراوه
هل أنا سعيد ؟
في حالتك الذهنيه الواعيه الطبيعيه، انت تعرف أن اجابة السؤال أن السعاده شيء نسبي، أو ربما تفضل إجابة بعض الناس أنك تفعل كل هذا لتؤجل السعاده إلى المستقبل فتكون السعاده الكامله (بعض الناس تؤجل السعاده إلى الحياة الأخرى)، لكنك طبعا مازلت تحت تأثير النوم، وفي حالة مثاليه للسؤال القادم
لحد امتى هافضل أدور ف الساقيه.. انا مستني ايه عشان اغير حياتي واعيش سعيد ؟
طبعا السؤال شكله فلسفي وعميق، لكن تذكر انه مجرد محاوله خبيثه من قوى الظلام اللي جواك عشان ترجعك تاني للنوم، مش اكتر من كده، هدف رخيص يعني مش مستاهل كل الدوشه دي
لذلك أنصحك ألا تأخذ الأسئلة الصباحيه مأخذ الجد، واقتصد في فترة ما قبل نزول العمل، يعني اظبط المنبه على وقت يادوب فيه تلبس وتنزل وتشوف الناس، وتزاحمهم وتفتكر تاني انهم عايشين نفس حياتك، وصاحيين في نفس معادك اللي قبل المعاد، وتطمن نفسك انك سعيد
نهارك سعيد

1 comment:

Ameen Roshdy said...

" في نفس معادَك .. اللي قبل الميعاد"